فن التصوير الفوتوغرافي هو أكثر من مجرد توثيق للواقع بل يعد أداة قوية للتعبير الفني والتواصل البصري، ومع زيادة انتشار التصوير الفوتوغرافي في حياتنا اليومية، يصبح من الضروري التفكير في أخلاقيات ومسؤوليات المصور تجاه من يتعامل معه، ومع موقع وضاح فوتو ستتعرف على أهم أخلاقيات التصوير الفوتوغرافي.
فعندما يتعامل المصور مع نماذج مختلفة سواء كانوا أشخاص أو مواضيع، يجب أن يكون لديه وعي أخلاقي قوي واحترام عميق لخصوصية تلك النماذج وحقوقهم؛ كما يجب أن يتعامل المصور بأمانة وصدق ويحترم رغبات العملاء بشأن الطريقة التي يرغبون في أن يتم تصويرهم بها.
ما هي أخلاقيات التصوير الفوتوغرافي؟
تتمثل الأخلاقيات في المبادئ التي توجهك إلى كيف يتم التقاط الصورة ومشاركتها، وتتميز تلك الاخلاقيات بالذاتية والمرونة وذلك لأنها تختلف وفقًا للسياقات الثقافية والاجتماعية وأيضًا الجغرافية؛ فالأمر الذي يعتبر أخلاقي في بلد قد يكون غير أخلاقي في بلد آخر، وينطبق ذلك على التصوير أيضًا فالمسموح به في التصوير الفني يختلف عن المسموح به في التصوير الصحفي.
وعلى الرغم من اختلاف جميع تلك السياقات إلا أنه يوجد خطوط رئيسية ثابتة عند استخدام التصوير الفوتوغرافي، وتتمثل تلك الخطوط بمفاهيم معينة مثل الكرامة، المسؤولية والاحترام وكيف يمكن تطبيق تلك المفاهيم بالتصوير.
بعض المصورين يريدون فقط التقاط صورة مهمة مؤثرة، بينما يوجد بعضًا من المصورون يفكرون أولاً في أخلاقيات الصورة قبل أي شيء وهذا ما زاد التساؤل حول متى يكون الأمر مناسب ومقبول من أجل التقاط صورة لشخص ما ونشرها؟ ففي الوقت الحالي سهلت منصات التواصل الاجتماعي عملية نشر الصور بدون رقابة، مع زيادة عدد أجهزة التقاط الصور بمعدل سريع أصبح من الصعب إيقافه.
بالإضافة إلى وجود طرق كثيرة لتعديل ومعالجة الصور والتلاعب بها؛ مما تسبب في انتشار الكثير من اللقطات التي يمكن أن تغير الواقع، سواء كانت على أغلفة المجلات أو وسائل الإعلام أو مواقع الإنترنت؛ وهنا يتساءل البعض عن هل من المفترض أن يقوم التصوير الفوتوغرافي بعرض الواقع فقط، أم أنه يمكن تغيير الصور والتلاعب بها بهدف العرض؟ وإذا كان ذلك متاح فما حدوده؟
كل ما يدور في ذهنك من أسئلة بخصوص أخلاقيات التصوير الفوتوغرافي هي أسئلة جدلية من الصعب الإجابة عليها بشكل محدد ودقيق، لكن عند التفكير والنظر إلى الموضوع بشكل عام نوضح لكم في السطور القادمة عدد من القواعد الأخلاقية التي تساعد المصورين في معرفة الأشياء المقبولة والغير مقبولة في التصوير، وذلك نتيجة تحول وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي إلى أداة فعالة في التأثير على الأشخاص والتلاعب بعقولهم.
اقرأ أيضا: أساسيات التصوير الفوتوغرافي للمبتدئين
ما هي الأمثلة على الأخلاق في التصوير الفوتوغرافي؟
تبغي تصير مصور محترف بشكل يتوافق مع أخلاقيات التصوير الفوتوغرافي؛ فإليك أمثلة على الأخلاق الهامة في تلك المهنة:
- احترام الخصوصية: يجب على المصور أن يحترم خصوصية من يقوم بتصويره وأن يتجنب التقاط الصور في الأماكن أو الأوقات التي يمكن أن يكون لها خصوصية أو في مواقف خاصة أو بشكل ينتهك الخصوصية؛ فيجب على المصور الحصول على إذن من الشخص المسؤول قبل التقاط أو نشر أي صورة، يشمل ذلك الصور التي تظهر المعالم الشخصية للشيء الذي تقوم بتصويره أو تعبر عن هويته.
- التعاطف والاحترام: يجب على المصور أن يتعاطف ويحترم من يتعامل معه، ولا بد أن يكون المصور حساسًا لمشاعر عملائه وأن يتجنب استغلالهم أو تجاهل رغباتهم.
- النزاهة والشفافية: يجب على المصور أن يكون صادق ونزيه في تعامله مع عملائه؛ فمن الضروري أن يعبر المصور عن أهدافه ونواياه بوضوح أو أي استخدام محتمل للصور.
- تجنب التشويه والتلاعب: يجب على المصور أن يتجنب تشويه الصور التي يقوم بتصويرها أو التلاعب بها بشكل يغير المعنى الأصلي لها.
- الصدق والدقة: لا بد أن يكون العمل الفني الذي تقوم به صادق ودقيق؛ بشكل يعكس الواقع أو الرسالة المقصودة بدقة، ويعد ذلك من أهم أخلاقيات التصوير الفوتوغرافي.
- المسؤولية: من الضروري أن يكون المصورين مسؤولين عن العمل الذين يقومون به، وأن يكون لديهم الوعي الكافي بالآثار المحتملة لعملهم على الآخرين.
- الاحتفاظ بالجودة الفنية للصورة: يجب على المصور أن يسعى للحفاظ على جودة فنية عالية في صوره وأن يعتني بالتفاصيل الفنية والتقنية للتصوير.
- احترام الثقافات والتنوع: يجب أن يكون المصور على دراية بالثقافات المختلفة والتنوع ويحترم ذلك، فيتجنب التعارض مع عملائه بطرق تنتهك قيمهم أو تحط من كرامتهم.
يمكنك التعرف على المزيد فيما يخص أخلاقيات التصوير الفوتوغرافي من خلال الالتحاق بدورات التصوير مع وضاح فوتو؛ ليساعدك في تعلم كل ما يخص التصوير الفوتوغرافي بشكل أخلاقي.
ما هو مقدار التعديل المسموح به في التصوير
مقدار التعديل المسموح به في التصوير يعتمد على سياق وعرض الصورة وأيضًا على المعايير الأخلاقية المتبعة في مجتمع معين؛ فهناك تفاوت كبير في الآراء بشأن هذا الموضوع ولكن من المهم أن يكون المصور على دراية بالحدود والتوجهات الأخلاقية التي تناسب الصور التي يقوم بإنتاجها.
على العموم يعتبر التعديل الأساسي والشائع في التصوير هو التحكم في الإضاءة، التباين، الألوان، التشبع وتوازن ألوان الصورة، وعادة ما يتم ذلك عادة باستخدام برامج معالجة الصور مثل Adobe Photoshop أو Lightroom، وهناك تعديلات أخرى قد تشمل تقليل الضوضاء، تحسين التفاصيل، تعديل التركيز والتباين بشكل عام لتحسين جودة الصورة.
ومع ذلك يجب أن يكون المصور حذرًا في استخدام التعديلات بحيث لا تؤثر سلبًا على صحة المعلومات الموجودة في الصورة أو غياب الواقعية؛ فيجب أن يكون هدف التعديل هو تعزيز وتحسين الصورة دون تحويرها بشكل غير واقعي.
بالإضافة إلى ذلك في بعض المجالات مثل التصوير الصحفي يتم فرض قيود أكثر صرامة على التعديل حيث يكون الهدف من التصوير هو توثيق الواقع بدقة وصدق، وبالتالي يكون التعديل المسموح به محدود ويشمل بشكل عام التعديلات الأساسية فقط؛ لذلك يجب أن نستنتج أن مقدار التعديل المسموح به في التصوير يتطلب تقدير جيد واحترام للمعايير الأخلاقية والمتطلبات المهنية فلكل حالة سياق تصوير معين.
في النهاية تعد أخلاقيات التصوير الفوتوغرافي والتعامل مع النماذج المختلفة أمرًا حيويًا للمصورين؛ لذا يجب أن يتمتع المصور بالوعي الأخلاقي والاحترام العميق للعملاء وحقوقهم، وأن يعمل بشكل مسؤول ومهني.