في العصر الحديث الذي نعيش فيه يعتبر التقدم التكنولوجي في مجال التصوير الفوتوغرافي من أبرز الابتكارات التي شهدتها الصناعة الفنية، ومع ذلك لا تزال هناك مجموعة صغيرة من الفنانين المهووسين بالتصوير الفوتوغرافي التناظري القديم، الذي يعتمد على استخدام الأفلام الكيميائية والعمل اليدوي في تطوير الصور، واليوم عبر موقع وضاح فوتو سنتعرف على كل ما يخص فن التصوير التناظري.
ما هو التصوير التناظري؟
يعرف التصوير الفوتوغرافي التناظري بأنه نوع من أنواع التصوير الفوتوغرافي الذي يعتمد على استخدام الكاميرا التناظرية أو الفيلم، حيث يتم التقاط الصور التناظرية بواسطة الأفلام أو الورق أو لوحات فوتوغرافية صلبة.
فيتم تحميل لفة الفيلم الخاص بالكاميرا ويبدأ السحر في التقاط الصور بمجرد بدء الضغط، حيث يبدأ الضوء في التفاعل مع المواد الكيميائية التي توجد في الفيلم؛ ليتم تسجيل الصورة وبعدها تظهر الصورة التي تم جمعها في لفة الفيلم عند معالجة الفيلم في معمل الصور.
ما هي الكاميرا التناظرية في التصوير الفوتوغرافي؟
يوجد عدد من أنواع الكاميرات التناظرية التي تستخدم في التصوير الفوتوغرافي، ولعل من أشهر تلك الأنواع التالي:
كاميرا مقاس 35 مم
يمكنك الاعتماد على الكاميرا مثل Lomo LC-A + أو Lomo LC-Wide، وذلك لأنها تستخدم كافة أنواع الأفلام مقاس 35 مم، وتتميز بأنها يتم تطويرها بسهولة في معمل الصور المحلي، فإذا كنت مصور مبتدئ وتبغى احتراف التصوير الفوتوغرافي التناظري فكلتا الكاميرتين تتناسب معك بشكل جيد؛ لسهولة استخدامهما وحجمهما الصغير والنتائج المُبهرة التي تحققها في التصوير، إضافة إلى الحصول على صور بألوان زاهية كما أنها تحتوي على إعدادات إبداعية تساعدك في الحصول على صور فنية.
كاميرا 120
تبي تطور من مهاراتك في التصوير التناظري بعد إتقان تنسيق 35 مم؛ فيمكنك البدء باستخدام كاميرا Diana F +، وهي عبارة كاميرا كلاسيكية تقوم بإخراج صور مربعة بتركيز ناعم تشبه الحلم، أما إذا كنت تبغي الوصول إلى لقطات حادة فأنصحك باستخدام كاميرا 120 مثل Belair X 6-12.
اقرأ أيضا: أساسيات التصوير الفوتوغرافي للمبتدئين
الكاميرا الفورية
يساعدك التصوير الفوري في الاستمتاع بتجربة لمسية في التصوير التناظري بلحظة سريعة، وهذا ما يجعله خيار مثالي للحظات العفوية فعندما تقوم بالضغط فوق المصراع تقوم الكاميرا بإصدار صورة تم تطويرها في أقل من دقيقة، وتعد كاميرا Lomo’Instant رفيق رائع للحصول على صور فورية إبداعية بشكل ممتع.
وتوفر هذه الكاميرا مرونة إبداعية مختلفة عن الكاميرات الفورية الأخرى، وذلك لأنها توفر 3 أوضاع تصوير مع نظام عدسات متقدم؛ بالإضافة إلى وجود وظيفة تعريض ضوئي متعدد مع إعدادات تعريض ضوئي طويل؛ فلك حرية التجربة ورؤية النتائج بنفسك بشكل فوري.
الآن في عصر التعلم الرقمي يمكنك مع موقع وضاح فوتو أن تحصل على دورات تصوير ودورات فوتوشوب وغيرها الكثير بشكل رقمي لتتمكن من مشاهدتها في أي وقت وأي مكان، وذلك لتتمكن من تطوير مهاراتك وخبراتك في كافة أنواع التصوير الفوتوغرافي.
إعدادات التصوير الفوتوغرافي التناظري
يمكنك الخروج بصور إبداعية في التصوير التناظري، وذلك من خلال ضبط الكاميرا الخاصة بك على الإعدادات التالية:
فتحة العدسة
وهي الفتحة التي يمر بها الضوء لكشف الفيلم، وهذه الفتحة يتم قياسها بأرقام F، فكلما انخفض هذا الرقم زادت الفتحة، أما رقم الفتحة العالية يعني أن هناك منطقة أصغر من حيث الحدة داخل اللقطة.
ASA
هذا الاختصار يشير إلى مقدار الضوء اللازم لإظهار الفيلم بشكل صحيح، وهو اختصار لجمعية المعايير الأمريكية التي أصبح نظام التعرض للصور الفوتوغرافية الخاصة بها أساس لنظام سرعة الأفلام التي تتبع منظمة المعايير الدولية (ISO).
التعرض التلقائي لفيلم التصوير
هذا الإعداد يوجد في الكثير من الكاميرات الحديثة، وهو عبارة عن نظام تعرض يظهر الفيلم بصورة صحيحة في كل مرة، دون الحاجة إلى ضبط الإعدادات اليدوية.
المصباح في الكاميرا
ويقصد به إعداد الغالق وهو المسؤول عن بقاء الغالق مفتوح أثناء الضغط باستمرار على زر الغالق.
التعرض المزدوج
يتم هنا تعريض جزء من الفيلم مرتين، فيمكن أن نحصل من التعريض المزدوج على تأثير حالم متعدد الطبقات.
الفلاش الإلكتروني
هو أحد ملحقات الكاميرا التي تُضفي اندفاع من الضوء إلى شيء مظلم، بهدف تعريض الفيلم المناسب.
سرعة حساسية الفيلم ISO
هو الإعداد المسؤول عن التحكم في حساسية الفيلم، مع العلم أنه كلما ارتفعت سرعة ISO زاد معها حساسية الفيلم للضوء، فمثلا ISO 400 أكثر حساسية للضوء من ISO 50.
تسرب الضوء
تكون عبارة عن خطوط بيضاء أو حمراء موجودة على الفيلم تم إنشاؤها عن طريق ضوء شارد يمر إلى جسم الكاميرا المستخدمة في التصوير.
اقرأ أيضا: نصائح احترافية لتصوير البورتريه
التعريض الضوئي الطويل
هو تأثير يتم الوصول إليه عند ضبط سرعة غالق طويلة الأمد؛ لكي تظهر الأجسام الثابتة في مجال الرؤية بشكل حاد وبالنسبة للعناصر المتحركة تكون غير واضحة، ولنحصل على نتائج افضل يفضل أن يتم التصوير في ظروف الإضاءة المنخفضة أو بسرعة فيلم بطيئة جدًا.
سرعة الغالق
يتم قياس سرعة الغالق في أجزاء من الثانية، ويتم ضبطه عن طريق قرص على جسم الكاميرا وذلك لنحصل على صور ذات خطوط ضوئية أو لكشف مشهد بشكل صحيح أو لتصوير شيء سريع الحركة؛ فمثلاً سرعة غالق سريعة مثل 1/1000 تمنحك صور حادة عند التقاط صور حركة أما سرعة الغالق البطيئة مثل 1/30 مناسبة لالتقاط الصور في ظروف الإضاءة المنخفضة.
التظليل
عبارة عن زوايا مظلمة توجد في المطبوعات الفوتوغرافية تستخدم للتأكيد على موضوع الصورة كما تخلق عمق في الصورة.
ما الممتع في التصوير الفوتوغرافي التناظري؟
تأكد أن الدخول في فن التصوير الفوتوغرافي التناظري سيكون أمر مُرضي لك بشكل إبداعي، وذلك لأن الكثير من التطبيقات والبرامج الحديثة حاولت محاكاة التأثيرات التي نخرج بها من صور الأفلام في هذا النوع من التصوير، لكن مع الأسف لا يوجد شيء يضاهي الصورة الأصلية؛ فذلك يكون ممتعًا بشكل كبير لأن الأمر سيكون مجزي أكثر عندما تنشئه بنفسك بدلاً من استخدام الفلاتر.
ففكرة انتظار شيء لترى نتيجة تعبك به تجعل الأمر أكثر متعة وإثارة، وهذا ينطبق بشكل كامل على التصوير الفوتوغرافي التناظري؛ فليس هناك شاشة LCD للتأكد من الصور أو لترى الشيء الذي قمت بالتقاطه؛ فلا يمكنك رؤيته إلا بعد معالجة لفة الفيلم ومسحها بشكل ضوئي وطباعتها في النهاية.
ولكن يجب أن تكون على دراية بأن النتائج تختلف على حسب ظروف الإضاءة، الفيلم، والكاميرا التي تم استخدامها في التقاط الصور التناظرية كما تتأثر النتائج أيضًا بمزاج عامل معمل الصور، ولكن في العموم المظهر التناظري للصور لا يوجد لبس فيه حيث تكون الألوان أكثر ثراء والتشبع دراماتيكي بشكل كبير، كما تُضيف حبيبات الفيلم روح وشخصية إلى الصور بشكل مثالي يجعلك تستحضر ذكريات الحنين إلى الماضي.
في النهاية يمكن القول إن التصوير الفوتوغرافي التناظري يعتبر رحلة إبداعية وتقنية في آن واحد؛ لأنه يمنح المصور فرصة للتواصل مع العمل الفني بشكل أعمق والتعبير عن رؤيته الفنية بطريقة فريدة؛ فمع استمرار التطور التكنولوجي يجب علينا الاعتزاز بتاريخ التصوير الفوتوغرافي التناظري وتقدير قيمته الفنية والتقنية.