تعرف على أحجام اللقطات في التصوير | وضاح فوتو

٣ يونيو ٢٠٢٤
makaseb
تعرف على أحجام اللقطات في التصوير | وضاح فوتو

في عالم السينما والتلفزيون تلعب أحجام اللقطات في التصوير دوراً هامًا في تشكيل تجربة المشاهد، وتتفاوت هذه الأحجام من لقطات تفصيلية دقيقة تُسلط الضوء على التفاصيل الصغيرة، إلى لقطات واسعة تعكس جمال الطبيعة وروعة المواقع، وبفضل استخدام كل نوع من هذه الأحجام بمهارة، يمكن للمخرجين والمصورين أن يرووا قصصاً مؤثرة و ينقلوا المشاهدين إلى عوالم مختلفة، لذا دعونا نتعرف من خلال موضوعنا على تلك الاحجام و أهم المعلومات عنها.

أحجام اللقطات في التصوير

إن فنون التصوير واحدة من العناصر الأساسية التي تُساهم بشكل كبير في نجاح أي عمل سينمائي أو تلفزيوني، وتعتمد جودة التصوير على عدة عوامل منها استخدام الإضاءة، واختيار الإطار، وأهمها استخدام الأحجام المختلفة للقطات، ويتيح استخدام الأحجام السينمائية الفرصة للمخرج والمصور لتحقيق أهداف فنية وتوجيهية مُحددة، سواء لتركيب المشهد بشكل مفصل، أو لإيصال مشاعر ورؤى الشخصيات بشكل جيد.

دعونا نتعمق في تفاصيل أحجام اللقطات في التصوير، وكيفية استخدام كل نوع من هذه الأحجام لتحقيق الأهداف المطلوبة، وكيفية تأثيرها على تجربة المشاهد وتفاعله مع الأحداث والشخصيات.

1. لقطة تأسيسية Establishing Shot

تُعتبر اللقطة التأسيسية من أحجام اللقطات في التصوير الأساسية في السينما، حيث تُساهم في نقل رؤية المخرج وتعكس الأجواء العامة للقصة، وتُستخدم هذه اللقطة لتحديد المكان والزمان، ومنح المشاهد فكرة عن البيئة التي ستجري فيها الأحداث، وعادةً ما تكون اللقطة التأسيسية واسعة وتشمل المكان بأكمله، وغالبًا ما تظهر في بداية المشهد أو الفيلم.

كما تتطلب اللقطة التأسيسية دمج العديد من العناصر في الإطار مثل المباني، المناظر الطبيعية، الشوارع، والمدينة بأكملها، مما يساعد المشاهد على فهم البيئة المحيطة بالقصة، ومن المهم أيضًا تضمين أحجام الأشخاص في اللقطة، حيث يمكن استخدام شخصيات صغيرة أو عادية لتوضيح مدى اتساع المكان وتعزيز إحساس المشاهد بحجمه.

بالإضافة إلى إنه يمكن أن تسهم حركة الأشخاص والمشاة في اللقطة في إظهار حياة المدينة ونشاطها، وبوجه عام تُعتبر اللقطة التأسيسية أداة هامة لجذب انتباه المشاهد إلى العالم السينمائي، وتُساعد في الانتقال بين المشاهد بسلاسة، وتوضح العناصر الجغرافية والجوانب البصرية للمكان، ومن خلال استخدام اللقطة التأسيسية بشكل مميز يُمكن للمخرج أن يخلق تأثيرًا قويًا ويجذب انتباه المشاهد إلى العناصر الرئيسية في القصة.

2. لقطة بعيدة جدا Extreme Long Shot

تُعد اللقطة البعيدة جدًا واحدة من أحجام اللقطات في التصوير المهمة، حيث يتم تصوير المشهد من مسافة بعيدة للغاية، ويُستخدم هذا النوع من اللقطات لتقديم مشاهد واسعة وشاملة، تبرز الجمال الطبيعي أو البيئة المحيطة، وتتميز اللقطة بعيدة جدًا بقدرتها على إظهار الشخصيات أو الكائنات ضمن سياق بيئي أو مكان واسع.

على سبيل المثال عندما تُستخدم اللقطة بعيدة جدًا في مشهد يوضح اندماج الشخصية مع الطبيعة المحيطة التي تفوق حجمها، فإنها تزيد شعور المشاهد بصغر حجم الإنسان وهشاشته أمام قوة الطبيعة، كما تُستخدم لتحقيق توازن بين المستويات والضوء وتقديم مشهد شامل يعطي فكرة عن البيئة العامة.

من خلال استخدام اللقطة بعيدة جدًا يمكن للمخرج التركيز على المشهد بأكمله بدلًا من التركيز على التفاصيل الصغيرة للشخصيات أو الكائنات، وتُعزز هذه اللقطة الإحساس بالمساحات الواسعة والمفتوحة، مما يتيح للمشاهد رؤية ما يحدث في المكان بأكمله.

3. لقطة كاملة Full Shot

تأتي "اللقطة الكاملة" كواحدة من أهم الأنواع المستخدمة في أحجام اللقطات في التصوير، وتُعرف اللقطة الكاملة بأنها تصوير للشخص أو المشهد بحيث يظهر الهدف بالكامل من القدمين حتى الرأس، أو من الأقدام حتى الأعلى إذا كان الشخص جالسًا.

تسمح اللقطة الكاملة للمشاهد برؤية جميع تفاصيل الشخص أو المشهد، وتعكس الحجم الحقيقي للهدف، كما تُستخدم هذه اللقطة في العديد من السياقات السينمائية، مثل تقديم شخصية رئيسية أو تصوير مشهد مؤثر يحتاج إلى تواجد الشخص بالكامل في الإطار، كما تُستخدم للإشارة إلى الحجم الهائل للمكان أو البيئة التي تجري فيها الأحداث.

كما يُعزى استخدام اللقطة الكاملة إلى قدرتها على إيصال رسالة عميقة وقوية للمشاهدين، حيث تتيح رؤية الشخص أو المشهد بشكل كامل، مما يعزز فهم المشاعر والتفاعل مع الأحداث، وتمنح اللقطة الكاملة المشاهد إحساسًا بالانتماء والمشاركة في العالم السينمائي، وتجعلهم يشعرون بأنهم جزء من القصة.

اقرأ أيضا عن: كيفية الحصول على التصوير الجوي

4. لقطة متوسطة Medium Shot

تُعرف اللقطة المتوسطة كواحدة من أحجام اللقطات في التصوير الأساسية، وتتميز هذه اللقطة بقدرتها على إظهار تفاصيل الشخصية أو العنصر المُصوّر من مسافة معتدلة، مما يمكّن الجمهور من فهم مشاعر الشخصية وتفاصيل تعابير وجهها أو حركاتها بشكل جيد، وغالبًا ما تُستخدم اللقطة المتوسطة في المشاهد الدرامية أو الحوارات، حيث تُركز على العلاقة بين الشخصيات وتفاصيل تعبيراتهم.

تُستخدم هذه اللقطة أيضًا في تصوير المجموعات الصغيرة من الأشخاص أو المواقف التي تتطلب التركيز على العلاقات بين الشخصيات، واللقطة المتوسطة مفيدة في إظهار العلاقة بين الشخصيات وخلفية الموقع، مما يساعد في إنشاء جو وقصة أكثر تعمقًا، كما تعمل اللقطة المتوسطة كوسيط بين اللقطة القريبة واللقطة العريضة مما يوفر توازنًا بصريًا.

يتطلب تصوير اللقطة المتوسطة اهتمامًا خاصًا بالتكوين البصري وتوجيه الانتباه إلى التفاصيل الهامة، وتُستخدم هذه اللقطة بشكل جيد لإيصال المشاعر والتوتر أو الانفعالات الداخلية للشخصيات، وتُعد اللقطة المتوسطة من الأحجام السينمائية الأساسية في صناعة السينما، حيث تقدم صورة متوازنة ومفصلة، وتساهم في تعزيز تجربة الجمهور و توصيل الرسالة المطلوبة.

5. لقطة متوسطة أمريكان Medium American shot

تُعد اللقطة المتوسطة الأمريكية واحدة من أحجام اللقطات في التصوير الأكثر استخدامًا وتأثيرًا في عالم السينما، وتُمثل هذه اللقطة توازنًا مثاليًا بين تقريب العنصر المصور والابتعاد عنه، مما يتيح إظهار تفاصيل الشخصية والتعبير عن مشاعرها بوضوح أكبر، وتُستخدم اللقطة المتوسطة الأمريكية في العديد من السيناريوهات والمواقف السينمائية.

يستخدم المخرجون هذه اللقطة غالبًا لتقديم حوارات بين شخصيتين، حيث تُسجل تفاصيل وجوههم وتعابيرهم بشكل واضح مع الحفاظ على جزء من الإطار لإظهار البيئة المحيطة والتفاصيل القريبة، وتُساهم هذه اللقطة في إيصال المشاعر والاتصال العاطفي بين الشخصيات والجمهور، فعلى سبيل المثال يمكن استخدامها لإظهار ارتباط عاطفي قوي بين شخصيتين حيث يعكس الإطار لمحات من الحب، العناية، أو الانتماء.

كما تُستخدم اللقطة المتوسطة الأمريكية لإظهار تفاصيل وحركات مهمة للشخصيات في المشهد، ويمكن أن تُسجل حركات اليد، جوانب الوجه، وحركات الجسم بوضوح، مما يُبرز التفاصيل الصغيرة التي قد تكون ذات أهمية كبيرة لفهم الحبكة القصصية.

6. لقطة قريبة Close Shot

تُعد "لقطة القريبة" أحد أنواع أحجام اللقطات في التصوير التي تُستخدم على نطاق واسع في صناعة الأفلام، وتُعتبر هذه اللقطة وسيلة رائعة لإيصال المشاعر والانفعالات، والتركيز على تفاصيل الشخصية أو العنصر المراد تسليط الضوء عليه في القصة.

تعتمد "لقطة القريبة" على تكبير العنصر المراد التركيز عليه في الإطار السينمائي، مما يُبرز التعبيرات الوجهية وتفاصيل الجسم بوضوح فائق، ويمكن استخدام هذا النوع من اللقطات لتعزيز التوتر أو لإظهار مشاعر الشخصية بشكل أكثر واقعية وقربًا من المشاهد.

كما تُناسب العديد من الأغراض السينمائية، فهي تستخدم لتصوير العواطف الداخلية مثل الخوف، السعادة، الحزن، أو الغضب، و يمكن استخدامها لتسليط الضوء على تفاصيل مهمة في القصة أو لتسجيل حركة أو عمل محدد.

كما تزيد تزيد اللقطة القريبة من التواصل الجيد مع الجمهور، حيث تساعد على تُوفير تواصل مباشر بين العمل الذي يتم تقديمه والمشاهد، وتوصيل كافة المشاعر بشكل رائع من سعادة، وحزن، وتوتر، مما يساعد على إيصال رسالة العمل إلى المشاهد بشكل قوي ومُؤثر.

يمكنك الاطلاع على: كيف يمكن احتراف التصوير؟

7. لقطة قريبة جدا Extreme Close up Shot

في عالم السينما والتلفزيون تُعتبر "لقطة القريبة جداً" من بين أحجام اللقطات في التصوير المميزة التي تحظى باستخدام واسع، و تتميز هذه اللقطة بتقريب المشاهد من جسم الموضوع بشكل مفصل ومباشر، مما يسمح للجمهور بالدخول في عالم الموضوع واستكشاف تفاصيل صغيرة تعكس العواطف والأفكار الخفية.

تُستخدم "لقطة القريبة جداً" في المشاهد التي تركز بشكل كبير على تعبيرات وجوه الشخصيات، أو على تفاصيل الأشياء التي تلعب دوراً حاسماً في القصة، ويمكن أن تكون هذه اللقطة مفاجئة ومثيرة للاهتمام للمشاهد، إذ تنتقل بشكل مفاجئ وملحوظ من اللقطات الأوسع إلى تفاصيل محددة تجذب انتباه الجمهور.

كما تُستخدم "لقطة القريبة جداً" بشكل كبير في أفلام الأكشن والتشويق، حيث تعزز التوتر وتضيف عمقاً إلى المشاهد من خلال تقريب المشاهد إلى درجة كبيرة، فعلى سبيل المثال تكون المشاهد الأخيرة التي تركز على وجه بطل الفيلم وردود فعله الداخلية تحت ضغط فورة الحدث أمثلة بارزة على استخدام هذه اللقطة.

في النهاية تُمثل أحجام اللقطات في التصوير لغة فنية تزيد من فهم الحكايا وتعمق في تجربة السينما، وبفضل التفاعل الدقيق مع كل حجم يمكن للفنانين إيصال رسائلهم بوضوح وإظهار الجوانب الفنية والإنسانية بشكل مُبدع ومُؤثر.